القابض على جمرة
للنفس البشرية طبيعة هلامية,لها مقدرة غير عادية على التسلل الى الفراغات ,ومحاولة التشكل للبحث عن الذاتية والكينونة,وكأي مادة هلامية يكون التاثير عليها يتم إما من الداخل بما تحتوية المادة من عدم التماسك ,وإما من الوسط المحيط بما يحتويه من حدود يمكن أن تساهم بصورة أو بأخرى في تشكيل هذه الماده الهلامية (النفس البشرية).وما بين طبيعة النفس الهلامية,وطبيعة الوسط المحيط (المشكل للنفس البشرية) تتكون مكتسباتنا البَعْدِية من عادات وتقاليد وطباع.ويبدو لنا للوهلة الأولى أن هذه المكتسبات البعديه هي خطوط حُمرٌ ,لانسمح لكائن من كان أن يتجاوزها,ويتفنن البعض منا في هذه الخطوط فنرى واحداَ يفضل لون كذا,وآخر يفضل الشراب الفلاني ,وثالث لايستطيع أن يكون في ميزاجية معتدلة إلا إذا نام ساعة أو اكثر في القيلولة,ورابع تضطرب أحواله متى نام في القيلولة,وعموما في رحلة الحياة تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ونرى من حوادث الدنيا ما يقلب حياتنا رأسا على عقب فتتبدل مكتسباتنا القبلية التي كنا نعتقد وهما أنها لن تتبدل أبداَ.هذا كله يترجم الحاله الهلامية التي نستشعرها في أنفسنا وما الطقوس والعادات الا محاولة منا لتجميد هذه الحالة الهلامية لنفوسنا البشرية.ولقد جاء الدين مساعدا لهذا محاولا أن يصنع إطارا عاما يمكن أن يساعد في تشكيل وصياغة هذه الحالة الهلامية للنفس البشرية بحيث تعطي إطارا ملموساَ عاما يمكن أن يتعايش مع باقي الاطارات في حالة تدافعية غير تصادمية.
لقد جاء الدين بضوابطه الأخلاقية ولعب الموت أيضا دوراَ غير تقليدي بالمرة في صياغة الحدود للنفس الهلامية في الفراغ اللا واعي للنفس البشرية,كما لو كان نفس الدور الذي يلعبة النيتروجين السائل في تجميد مادة
وتثبيت حدودها الخارجية. واليوم نظرا لكون الحياة اصبحت اكثر سخونة وأصبحت ذنوبنا على الارض معقدة على وصف يجعل من ذنوبنا أكبر بكثير مما تقترفه أيدينا,تفلت منا ذلك الإطار الشبه وهمي الذي يحدد نفوسنا البشرية وأزدادت الحالة الهلامية للنفس البشرية حتى وصلت الى درجة من التماهي تجعل أنفسنا أقرب ما تكون من الحالة بعد الهلامية ,الحالة السائلة,حيث تكون قابلة للاختلاط والامتزاج أصبح من الصعب والصعب جداَ أن يحافظ الواحد فينا على هذا الشكل الذي يحدد هويه نفسة ويمنعها من الانسياب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر » رواه الترمذي
*********************
الأحد يوليو 24, 2022 9:14 am من طرف الحسيني الطاهر
» سد النهضة يحكى ان تاليف الحسيني الله اكبر
الأربعاء مايو 05, 2021 11:31 am من طرف الحسيني الطاهر
» قريباً سوف تستطيع شحن هاتفك بدقيقة
الثلاثاء فبراير 20, 2018 9:20 am من طرف زائر
» كتاب موسوعة الفيزياء والفلك
الأحد مارس 05, 2017 9:38 pm من طرف الحسيني الطاهر
» متجر همسة دلع
الخميس مارس 03, 2016 11:46 am من طرف زائر
» اهداء الى الاستاذ الفاضل الشيخ عبد الله الشاذلي تاليف الحسيني الطاهر
الأربعاء فبراير 24, 2016 5:24 am من طرف زائر
» سوال الي محبي العلوم 3
الأربعاء يناير 13, 2016 1:04 pm من طرف زائر
» الغاز للى عاوز يحل
الأربعاء يناير 13, 2016 1:03 pm من طرف زائر
» اسماء و معاني
الأربعاء يناير 13, 2016 1:00 pm من طرف زائر
» المضادات الحيوية وما أدراك........
الأربعاء يناير 13, 2016 12:58 pm من طرف زائر
» محاضرات الورش لطلاب كلية العلوم التطبيقية
الأربعاء يناير 13, 2016 12:57 pm من طرف زائر
» لماذا خلقت حواءمن أدم وقت حواء وأدم نائم تعلمون السبب ؟؟
الأربعاء يناير 13, 2016 12:46 pm من طرف زائر
» قصة الاميرة والضفدع باللغتين العربية والانجليزية
الأربعاء يناير 13, 2016 12:45 pm من طرف زائر
» جهاز الايباد هل هو كمبيوتر ام ماذا
الأربعاء يناير 13, 2016 12:43 pm من طرف زائر
» علماء الفيزياء اناروا من حولنا الحياة الول/مدام كوري
الأربعاء يناير 13, 2016 12:37 pm من طرف زائر
» فوائد القراءة والمطالعة
الأربعاء يناير 13, 2016 12:17 pm من طرف زائر
» أرخص عروض المتابعين من سيرفر Social Market
الأربعاء يناير 13, 2016 12:15 pm من طرف زائر
» فديو طريقة التحميل من الموقع
الأربعاء يناير 13, 2016 12:14 pm من طرف زائر
» احمي اطفالك ومنشئتك من الحريق المفاجأ بطفايه الحريق
الأربعاء يناير 13, 2016 12:13 pm من طرف زائر
» كلمات الحسيني
الأربعاء يناير 13, 2016 12:10 pm من طرف زائر
» امراضالعنب ومسببات الامراض وطرق المكافحة
الأربعاء يناير 13, 2016 12:09 pm من طرف زائر
» طرائف المعرفة
الأربعاء يناير 13, 2016 12:08 pm من طرف زائر
» كلام العيون
الأربعاء يناير 13, 2016 12:00 pm من طرف زائر
» ما هي الفيزياء
الأربعاء يناير 13, 2016 11:58 am من طرف زائر
» لما نستشهد بنروح الجنه اهداء الي فارسة القدس
الأربعاء يناير 13, 2016 11:57 am من طرف زائر